أصدر مجلس الوزراء العراقي قرارًا يقضي بمنح عيدية مالية مقدارها 100 ألف دينار عراقي لفئة محددة من المواطنين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك. تأتي هذه المبادرة ضمن حزمة من الإجراءات الحكومية الهادفة إلى التخفيف من الأعباء الاقتصادية المتزايدة على شرائح المجتمع الضعيفة، وسط ارتفاع الأسعار وتحديات المعيشة اليومية.
التوقيت وآلية الصرف
أوضحت الحكومة أن صرف العيدية سيبدأ خلال الأسبوع الأخير من شهر ذو القعدة، أي قبل أيام قليلة من عيد الأضحى. وستُحوّل المبالغ بشكل مباشر إلى حسابات المستفيدين، سواء عبر البطاقات الذكية (كي كارد أو الماستر كارد) أو من خلال وكلاء الصرف المعتمدين لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وشددت الحكومة على أن عملية الصرف لن تتطلب أي مراجعات شخصية لتجنب الازدحام وضمان كرامة المستفيدين، لا سيما من كبار السن وذوي الإعاقة.
خلفيات القرار والدوافع الاقتصادية
جاء القرار استجابة لتوصيات تقدمت بها اللجان النيابية المختصة بالشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى مناشدات منظمات المجتمع المدني، التي طالبت الحكومة باتخاذ خطوات فاعلة لدعم الفقراء مع اقتراب العيد، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تشمل:
- ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.
- تذبذب الدخل الشهري للأسر الفقيرة.
- تأثيرات التضخم والبطالة على الحياة المعيشية اليومية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس توجهًا إيجابيًا نحو اقتصاد الرعاية، ومحاولة لتقليص الفجوة الطبقية عبر تدخلات مباشرة من الدولة.
ردود فعل الشارع والمجتمع المدني
لاقى القرار ترحيبًا واسعًا بين المواطنين، خاصة المستفيدين منه، الذين عبروا عن امتنانهم لهذه البادرة الإنسانية. كما أشار عدد من الناشطين إلى أن هذه الخطوة رغم بساطتها من الناحية المالية، إلا أن لها أثرًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا، لأنها ترسل رسالة واضحة بأن الدولة لم تنسَ فئاتها الهشة.
وفي السياق ذاته، دعا بعض الخبراء إلى أن تكون هذه العيدية جزءًا من سياسة دعم مستدامة، تشمل برامج شهرية أو موسمية، بدلًا من أن تكون مبادرات مؤقتة فقط خلال الأعيان.
في ضوء التجاوب الشعبي مع القرار، طالب مختصون في الشأن الاقتصادي والاجتماعي الحكومة بما يلي:
- توسيع نطاق العيدية لتشمل العمال بأجور يومية والعاطلين عن العمل المسجلين.
- ربط هذه المبادرات ببرامج تأهيل اقتصادي أو دعم مشاريع صغيرة.
- تحويل هذه العيديات إلى برامج دعم موسمية منتظمة تشمل رمضان، العيدين، ومناسبات أخرى.
الفئات المشمولة بالعيدية
بحسب البيان الرسمي الصادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء، فإن العيدية ستُمنح إلى الفئات التالية:
- المشمولون بشبكة الحماية الاجتماعية.
- ذوو الإعاقة وذوو الاحتياجات الخاصة المسجلون رسميًا لدى وزارة العمل.
- المتقاعدون ممن تقل رواتبهم عن الحد الأدنى المعيشي.
- الأرامل والمطلقات المشمولات بإعانة الرعاية الاجتماعية.
وأكدت الحكومة أن هذه الفئات تم اختيارها بناءً على بيانات دقيقة لضمان وصول الدعم لمستحقيه الحقيقيين، ضمن توجه عام لتعزيز العدالة الاجتماعية.